الأحد 29 ديسمبر 2024

كان هناك رجل يبيع الثياب وله ثروة

انت في الصفحة 1 من صفحتين

موقع أيام نيوز

كان هناك رجل  يبيع الثياب له ثروة مهمة ، فبينما هو في حانوته أقبلت إليه صبية فالتمست منه شيئًا تشتريه ، فبينا هي تحادثه كشفت عن وجهها في خلال ذلك ، فتحيَّر وانبهر  وقال : قد والله تحيرت مما رأيت .
فقالت : ما جئت لأشتري شيئًا ، إنما لي أيام أتردد إلى السوق ليقع بقلبي رجل أتزوجه ، وقد وقعت أنت بقلبي ، ولي مالٌ ، فهل لك في ان تتزوجني؟ ولن اسالك نفقة او بيت او متعة ولا مهر 

فقال لها : لي ابنة عم  وهي زوجتي ، وقد عاهدتها ألا أُغيرها ، ولي منها ولدٌ .
فقالت : قد رضيت أن تجيء إليَّ في الأسبوع مرتين .
فرضي ، وقام معها ، فعقد العقد.
ثم ذهب إلى منزله ، فقال لزوجته : إنَّ بعض أصدقائي قد سألني أن أكون الليلة عنده .
ومضى ، فبات عندها ، وكان يمضي كل يوم بعد الظهر إليها ، فبقي على هذا الحال ثمانية أشهر ، فأنكرت ابنة عمه أحواله فقالت لجارية لها : إذا خرج فانظري أين يمضي؟
فتبعته الجارية ، فجاء إلى الدكان ، فلمَّا جاء الظُّهر قام ، وتبعته الجارية ، وهو لا يدري ، إلى أن دخل بيت تلك المرأة، فجاءت الجارية إلى الجيران فسألتهم : لمن هذه الدار ؟
]فقالوا : لصبيَّة قد تزوجت برجلٍ تاجر بزَّاز ( بائع الثياب 
فعادت إلى سيِّدتها ، فأخبرتها ، فقالت لها : إياك أن يعلم بهذا أحدٌ ولم تُظهِر لزوجها شيئًا الذي قضى مع المرأة عاما كاملا .
ولكن بعدها مرض الزوج  وطال مرضه ولكنه بعدها ماټ وخلف من بعده تركة تقدر ب ثمانية آلاف دينار ، فعمدت المرأة التي هي ابنة عمه إلى ما يستحقه الولد من التركة ، وهو سبعة آلاف دينار ، فأفردتها وقسمت الألف الباقية نصفين ، وتركت النصف في كيس، وقالت للجارية التي تعلم بامر زواج زوجها المټوفي  :
خذي هذا الكيس واذهبي إلى بيت المرأة ، وأخبريها  أنَّ الرجل ماټ ، وقد خلف ثمانية آلاف دينار ، وقد أخذ الابن سبعة آلاف بحقِّه ، وبقيت ألف فقسمتها بيني وبينك ، وهذا حقُّك ، وسلِّميه إليها ، فمضت الجارية ، فطرقت عليها الباب ودخلت ، وأخبرتها خبر الرجل ، وحدثتها بمۏته ، وأخبرتها الحال  فبكت وفتحت صندوقها ، وأخرجت منه 

رقعة ، وقالت للجارية :
عودي إلى سيدتك ، وسلِّمي عليها عنِّي ، وأخبربها أن الرجل طلقني  وكتب لي براءة وردي عليها هذا المال فإنِّي ما أستحق في تركته شيئًا .
فلا ندري أنعجب من عقل الأولى وتقواها وحكمتها وعدلها رغم مصابها وغيرتها 
أم من سعة عقل الثانية وحسن تصرفها وفرادته؟! 

انت في الصفحة 1 من صفحتين