الأحد 29 ديسمبر 2024

قصة التفاحات الثلاث

انت في الصفحة 1 من 3 صفحات

موقع أيام نيوز

يحكى أن هارون الرشيد كان مشهورا عنه كثرة تنكره وتخفيه وتركه لقصره ليلا كان كثيرا ما يفعل ذلك لتفقد أحوال رعيته وتفقد أحوال الحكام لقد كان حريصا كل الحرص على رد المظالم لأهلها كان حريصا على نصرة المظلوم وحساب الظالم الجائر.
ويحكى أنه ذات مرة خرج مع وزيره جعفر وسيافه مسرور متخفين متجولين بشوارع بغداد ساروا حتى وصلوا لإحدى الأزقة بأسواق بغداد وجدوا شيخا كبيرا في السن يحمل شبكة على ظهره وقفة فوق رأسه ويمسك بيده عصا كان يبدو على هيئته الفقر والبؤس كان حزينا للغاية وينشد شعرا حزينا مؤثرا.

جذب انتباه الخليفة هارون الرشيد إليه لقد كان ذو تأثير بليغ في قلوب ثلاثتهم أمر وزيره جعفر بإحضار الشيخ إليه في الحال وبالفعل أحضره جعفر..
فسأله أمير المؤمنين ما الذي يحزنك بهذا القدر أيها الشيخ فجعلك حزينا تنشد شعرا آسرا للقلوب يصيبها بالحزن والهم
وما الذي يجعلك تسير بهذا الوقت المتأخر في هذ.
فقال الشيخ إنني صياد يا سيدي ولي أبناء كثيرين وقد فارقت المنزل وأبنائي وزوجي منذ الصباح الباكر حملت شبكتي وذهبت للنهر باحثا عن رزقي ومنذ الصباح وحتى الآن لم يقسم الله سبحانه وتعالى لي رزقا وحزين لأنني کرهت أن أرجع المنزل دون طعام لأبنائي.
فقال له الخليفة هارون الرشيد هلا رجعت بنا لنهر دجلة وألقيت بشبكتك على حظي وأي شيء خرج بها ولو كان سمكة واحدة اشتريتها منك بمائة دينار!
لقد سر الصياد المسكين كثيرا بسماعه ذلك الكلام من الخليفة شخصيا لقد كان العرض مغريا للغاية وكان الصياد في أمس الحاجة للأموال من أجل عياله.
عاد الصياد لشاطئ دجلة وألقى بشبكته وإذا بها يجذبها فيجدها ثقيلة للغاية لم يستطع الصياد جذبها بمفرده لذلك ساعده الوزير جعفر والسياف مسرور في جذبها وعندما تمكنوا من إخراجها وجدوا ما أدهشهم جميعا لقد خرجت الشبكة وبها صندوق ضخم للغاية محكم الغلق!
أعطى الخليفة هارون الرشيد المائة دينا للصياد كما وعده وأمر وزيره وسيافه بحمل الصندوق المغلق للقصر وأول ما وصلوا القصر أمر الخليفة هارون الرشيد وزيره جعفر وسيافه مسرور بفتح الصندوق وعندما قاموا بفتحه وجدوا بداخله ما أبكاهم جميعا وجعل الدموع تسيل من أعينهم.
لقد وجدوا بداخله صبية جمالها كجمال البدر في ليلة تمامه وجدوها مقتولة وموضوعة بداخل الصندوق وقد أغلق عليها لقد بكاها هارون الرشيد بحړقة وأقسم ليأخذن بحقها ويقتص ممن قام بقټلها وفعل بها ما فعل.
صړخ في وزيره جعفر قائلا لابد أن أقتص لهذه الصبية وأقتل من قټلها لقټلها اذهب وأحضر لي من قټلها حتى أقتله وإن لم تأتني بالقاټل قتلتك مكانه.
فرد عليه وزيره جعفر سمعا وطاعة يا أمير المؤمنين لك كل ما تريد ولكن أطلب منك أن تمهلني في أمري ثلاثة أيام حتى أتمكن من البحث عن القاټل

انت في الصفحة 1 من 3 صفحات