الأحد 29 ديسمبر 2024

سبعة و تلاتين سنة

موقع أيام نيوز

سبعة_وتلاتين_سنة!!

مكالمة تليفون من جوزها اللى مسافر، اعتذر لها عن عدم قدرتة على النزول اجازة السنة دى، استقبلت كلامه ببرود شديد، ولا كأن الموضوع فارق معاها خالص، رغم انه كان معشمها انه ناوي الاجازة دى يعوضها عن كل الاجازات بتاعت السنين اللى فاتت..
بس عشان ده العادى فبطلت تتصدم.

هى كان بقالها فترة كبيرة، عماله تفتكر ايام ماكان عندها 20 سنة قبل ما تجوز وتخلف… قبل ما كل اللى حواليها واولهم جوزها، يفكروها كل شوية، كل شوية….

-ان بنتها كلها كام سنة وتبقى عروسة.
-خدي بالك ابنك الكبير فى مرحلة حرجه.
-الولد الصغير انتى مدلعاه اوى.

كانت دايما بتسأل نفسها سؤال يتيم مفيش غيره…
“انا ليه مطلبتش الطلاق من زمان؟”
يعني ايه خلاني اكمل كل السنين دى، واخلف طفل فى التانى فى التالت، مع انها كانت باينه من زمان؟

فى لحظات الوحدة، التفكير بيكون كله فى الماضي اللى راح… وبعدها يتولد شعور بالحسړة، وشعور بالخۏف، وشعور تانى مش مفهوم بس مرعب.

عشان تهرب من شبح العمر الضايع
فكرت
تغير لون شعرها
استايل لبسها
اهتمامتها
طريقة ترتيب يومها

بس بعد كل خطوة كانت بتقوم بيها… كانت بتشوف نظرة كلها شك من جارتها، نظرة استنكار من ابنها المراهق، نظرة تحرش من مدرس ابنها الصغير، كلمة قاسېة من اخوها اللى ميعرفش عنها حاجه.

كل محاولاتها لتحايل على شبح الوحده، وعفريت العمر، اتقلبت لخيبة امل كبيرة، خلت حالتها النفسية فى الارض، واتولد سؤال تاني” انا كبيرة فعلا؟”

اسبوع تعبت، كشفت، حللت، النتيجة “سړطان”
اللى حواليها زعلوا، اكتئبوا، وقعدوا جنبها شوية، وخلاص الايام رجعت تمشي عادى.

لما اكتشفت ان دى الدنيا، بتمشي من غيرها، حتى وهى لسه موجوده فيها، قررت تعيش سنها، قبل ما تدخل فى مرحلة”الكيماوى” وشعرها يقع وشكلها يبقى اكبر من سنها بعشرين سنة.

راحت اشترت فساتين، وجزم، وشنط، برفانات، وساعات، وميك اب، وحجزت عند كوافير.

بعد ثلاثه ايام فعليا بقت واحده تانية سنها نزل من٣٧سنة وبقى 26سنة…
بقت بيطلب ايديها للجواز، وكانت بتضحك كل ما تفتكر، انها من شهر كان بيقولولها قربتي تبقى “جده” كانت بتخرج وتروح كل الاماكن اللى كانت نفسها تروحها لو الزمن رجع بيها لورا، كانت بتصرف كما لوكانت عندها عشرين سنة، زى ما اتمنت، عملت صداقات جديدة من اختيارها مش مفروضه عليها

كانت بتقول اللى عايزه تقوله حتى لوكان هيزعل اللى قدمها، عشان كانت عارفه انها مش بتعمل حاجه غلط، وان محدش من حقه انه يتحكم فى طريقة حياتها اى كانت الحجه.

بطلت تعمل حساب للدنيا، بطلت تفكر فى راى الناس هيكون ايه، بطلت تخاف غير من ربنا.

لحد ما فى يوم وهى فى الكوافير، واحده شافت تحت عينها مجهد، عرضت عليها

 

تروح عند دكتورة صاحبتها.
هى رفضت، الست اصرت، راحت للدكتورة، اثناء الكشف قالتها اصلى انا عندى”سړطان” وكنت مأجله ابدأ فى العلاج، الدكتورة قالتلها طيب بس انتى اعملي التحاليل دى وبعدين نشوف الموضوع ده.

بعد التحاليل، اكتشفت انها “كويسة” و معندهاش حاجه ابدا، طب واللى قاله الكشف القديم؟ 

ولا اي حاجه
*******************************************
#الدرس_المستفاد
-انت مېت ومش مهم السبب، بس متبقاش عايش وتتصرف اكنك مېت.