قصة العجوز البخيل
انت في الصفحة 1 من صفحتين
حكاية البخيل و فقراء القرية
من قصص الحكمة
لا تأجّل عمل الخير إلى الغد
يحكى أنّ عجوزاً أوسع الله في رزقه ،لكنه كان رغم ذلك بخيلا، واشتهر بذك بين الناس ، بلغ الرجل من العمر عتيا ،وبدأ ېخاف من المۏت،و كان الناس في ذلك الزمان معدمين، ومغلوبين على أنفسهم، و كانوا بأمسّ الحاجة إلى المساعدة ذلك الأمر جعلهم يحقدون على الأغنياء البخلاء الذين عاشوا في قصورهم بعيداً عن مآسي الناس و حزنهم، وفقرهم الشديد .
في الصباح حمل عدة صرر من الدنانير ،و مشى بهما في وسط المدينة هو واثق من نفسه، فرأى طفلاً يلعب بالحصى، فأخذ صرة و نادى عليه لكي يأخذها، لكن الطفل رفض ذلك ،وقال : أبي طلب منّي أن لا آخذ مالاً من الغرباء .فقال البخيل في نفسه : يالك من غبّي، الأطفال لا يعرفون قيمة المال .فانطلق البخيل إلى بائع أواني فخارية، و قال له سأعطيك صرّتين من المال ،فقال له صانع الفخار : : أتستهزأ بي ؟ أنت تخاف على القرش و تمنع الإحسان، دعني أكمل عملي.انطلق البخيل مسرعاً مغتاظاً، و توجه إلى مكان آخر، و هناك صادف عجوزا يبيع الماء ، و قال له : خذ يا هذا ،ثلاث صرر من الدنانير و توقف عن هذا العمل المتعب!
فقال العجوز : لا أصدق أنك تعطي قرشا لوجه الله ،لا شك أنه مال مسروق تريد أن تبليني به ..ڠضب البخيل و شتم العجوز ، و ذهب إلى امرأة فقيرة .فقال لها : خذي هذا المال تصلحين به أحوالك و أحوال عائلتك ،فقالت المرأة : من يضمن لي انها ليست حيلة لرغبة في نفسك ،نحن فقراء لكن شرفاء ..اغرب عن وجهي ،فاحتار الرجل امام سوء ظن الناس به، و عجزه عن تبرير حسن نيته .
بدأت الشّمس بالمغيب وهو حتى هذه اللحظة لم يتصدق بشيء ،فانطلق البخيل إلى رجل دين ،و أخذ هذه المرة عشرة صرر فيها عشرة آلاف دينار وعندما عرضها عليه.صاح رجل الدين: لا شك انها أموال ربا ،و أنت تريد أن تتخلص منها، إذهب لعنك الله فالفقراء يستغنون عن مالك ،و عن امثالك