السبت 28 ديسمبر 2024

يروى الدكتور الاردني ابرهيم صبيح قصه ولدته قصه كامله

انت في الصفحة 1 من صفحتين

موقع أيام نيوز

قصتي_مع_أمي
يروي الدكتور الأردني إبراهيم_صبيح قصته مع والدته فيقول 
حضرت والدتي من الأردن برفقة شقيقتي لزيارتي وأنا في السنة الأولى في كلية طب الإسكندرية .

كان هدف الزيارة طبي في المقام الأول فشقيقتي التي كانت تبلغ العاشرة من عمرها في ذلك الوقت عانت من تشنجات عصبية أصابتها منذ الولادة .
جلست والدتي مع قربيتي وشقيقتي في العيادة الواسعة الفاخرة التي تعج بحشود المرضى اللذين جاءوا كي يتم علاجهم على يد الطبيب القاهري الذي كان رحمه الله في السبعينات من القرن العشرين أشهر طبيب مصري في مجال المخ والأعصاب ..الانتظار في العيادة يمتد لساعات ووالدتي تجلس تتابع المشهد وهي في حالة قلق و فجاة تدخل إلى العيادة سيدة أنيقة تلبس حذاءا لامعا وتحمل في يدها شنطة ذات لون يناسب لون معطف الفراء الفاخر الذي كانت ترتديه !
تجتاز السيدة الأنيقة حشود المرضى والمراجعين وتفتح باب غرفة الفحص وتغلق الباب خلفها بهدوء .
احتج المرضى المراجعين ومنهم والدتي على ماحدث فخرج الطبيب ليعتذر لهم قائلا هذه السيدة التي دخلت عندي ليست مريضة بل هي والدتي التي حضرت لزيارتي في أمر خاص أتمت والدتي زيارتها للطبيب ورجعت والدتي من القاهرة حيث كنت في استقبالها في محطة سيدي جابر بالاسكندرية وخلال توجهنا بالتاكسي من محطة القطار إلى شقتي أخبرتني والدتي عن نتائج زيارتها الطبية وحدثتني عن تلك السيدة الأنيقة ثم نظرت إلى الأفق البعيد من خلال زجاج السيارة وقالت
أتضرع إليك يارب السماوات والأرض أن تجعل ابني طبيب أعصاب معروف وأقوم انا بزيارته في عيادته يا قادر يا كريم ..
لم تتحدث معي والدتي عن الموضوع بعد ذلك الحين ولكنني حملت حلم والدتي في قلبي وعقلي ..
تمر السنون وأتخرج من كلية الطب وأسافر إلى بريطانيا للتخصص في جراحة المخ والأعصاب ويتم تعييني أستاذا مساعدا في كلية الطب بالجامعة الأردنية في منتصف الثمانينات بعد مرور أربع سنوات من خدمتي في كلية الطب ومستشفى الجامعة الأردنية .
اخترت يوما لتحقيق الحلم طلبت من أخي أن يحضر والدتي إلى عيادتي بحجة عمل فحوصات مخبرية في
الوقت الذي تكون العيادة فيه مزدحمة بالمرضى والمراجعين الذين يجلسون في صالة الانتظار حيث يفصلهم عني باب العيادة الذي تحرسه السكرتيرة جيدا .
طلبت من أخي أن يقنع والدتي بأن تتأنق وهي تزور ابنها في العيادة حيث حضرت وهي تلبس معطف الفراء الذي اشتريته لها من بريطانيا قبل ذالك بعام ومعه كانت تلبس حذاء لامعا وتحمل شنطة يد تماثل

 لون معطفها .
طلبت من السكرتيرة أن تخبرني عند حضور والدتي وأن تبقيها خارج باب العيادة خرجت لاستقبال والدتي واعتذرت للمرضى أن هذه السيدة ليست مريضة بل هي والدتي جاءت لزيارتي في أمر خاص .. قمت بإجراء الفحوصات المخبرية لوالدتي التي عادت مع أخي الى المنزل ..

انت في الصفحة 1 من صفحتين