السبت 28 ديسمبر 2024

في عهد الخليفة عضد الدولة

موقع أيام نيوز

في عهد الخليفة عضد الدولة. أودع رجل عقدا ثمينا عند أحد العطارين،

فلما طلبه منه أنكر العطار ذلك، فشكاه الرجل إلى الخليفة.

ولكن الخليفة حار في الأمر. لعدم وجود أية أدلة على أنه إئتمنه على العقد.

لكن بعد تفكير طويل قال الخليفة له:

اذهب واقعد أمام دكان العطار، ولا تكلمه، وافعل ذلك ثلاثة أيام، وفي اليوم الرابع سأمر عليك أنا وبعض رجالي،

وسأنزل عن فرسي، وأسلم عليك، فرد علي السلام وأنت جالس، وإذا سألتك سؤالا أجب علي ولا تزد شيئا،

وأن يكون تعاملك معي جافا وفيه كبر، ثم بعد ذلك ذكر العطار في اليوم التالي بالأمانة بأسلوب حاد وخشن.

وفي اليوم الرابع

مر الخليفة على الرجل، ونزل عن فرسه، وسلم عليه، وقال له : لم أرك منذ مدة ؟!

فقال الرجل : سأمر عليك قريبا فإني مشغول في هذه الأيام.

لما انصرف الخليفة!!!
أدهش الموقف العطار وظل طول الليل يفكر في ما فعل وهو يتوقع ردة فعل عڼيفة من ذلك الرجل.

فلم يظن أن له معارف ونفوذ.
وظل يفكر طوال الليل وهو في حيرة من أمره.

وفي اليوم التالي ذهب الرجل عند العطار مرة أخرى.

وطلب منه الأمانة بخشونة وڠضب.

، فقال له العطار :

صف لي العقد الذي تتحدث عنه، فوصفه الرجل  فقام العطار وإعتذر منه لنسيانه.

مدعيا أنه وجد عقدا البارحة في دكانه، ولم يعلم من هو صاحبه.

وأخبره أن وصفه مطابق للعقد الذي وجد، فأحضر العقد على الفور مكررا إعتذاره.

فذهب الرجل بعد ذلك إلى الخليفة وأخبره بالأمر، فڠضب الخليفة من فعلة العطار،

فأمر بحپسه وغرامة على فعلته الدنيئة.

وأشهر به في المدينة كلها، حتى يكون عبرة، بحيث لا يتعامل معه أحد بعد ذلك.

العبرة من قصتنا. دائما هناك طريق لإرجاع حقك، إذا فكرت قليلا. فلا يضيع حق وراءه مطالب.