السبت 28 ديسمبر 2024

التجربة الروسية.. 15 يوم بدون نوم..!

موقع أيام نيوز

قرأنا كثيرا الأسطورة حول تجربة النوم الروسية التي تنص على أن خمسة أشخاص من السجناء في الاتحاد السوفييتي منعوا من النوم وماتوا بطريقة تراجيدية مرعبة. ويتداول تلك القصة كثيرون دون التحقق من مصداقيتها أو كونها حقيقة أم خيال فما الحقيقة 
تنص القصة باختصار على أن خمسة أشخاص من السجناء السياسيين في الاتحاد السوفييتي قد ادخلوا في تجربة طولها 30 يوما ووعدوا بالحرية فيما لو صمدوا خلال التجربة. وأن التجربة قد قامت في غرفة تحتوي على غاز منشط يحول دون النوم. بدأت التجربة حسب المزاعم وبقي الأشخاص طبيعيون للأيام الخمسة الأولى ثم بدأوا بالاضطراب وسرعان ما بدأت ملامح الاڼهيار بعد 9 أيام ثم بدأوا بارتكاب أعمال لم يتمكن الباحثون من رؤيتها لأن المشاركين في التجربة بوظو النافذة وقاموا بالكتابه عليها ثم أوقفت التجربة بعد 15 يوما فوجد الباحثون أن الأشخاص واحدا كما أنهم مزقوا ورق من كتاب وغطوا الأرض . وتستمر القصة بإصدارات عديدة حول البعض أو السجناء لبعض الجنود بينما حاولوا إخراجهم بالإضافة إلى البهارات التي أضيفت للقصة أثناء الترجمة للعربية والصورة المرعبة التي ترفق مع التجربة دون أساس.

باختصار القصة مختلقة كليا. ويشير المصطلح إلى نوع من قصص الإنترنت التي يتم تأليفها وتداولها ويعني المعكرونة المخيفة فكأن أحدهم يصنع أكلة مخيفة ليتم تناولها من قبل الجمهور. 

يبقى أمران هل يعني هذا أن الأجهزة السرية النازية أو السوفيتية أو الامريكية أو أي أجهزة مخابرات ليس لديها برامج تجارب سرية شريرة كلا على الإطلاق هناك قصص حقيقية كثيرة من مختلف الدول. واحزر ماذا تفعل اذا ما اختلقت قصة وأضفتها للرصيد الحقيقي من القصص ستضعف مصداقية القصص الحقيقية لأن كشف الكذب

ليس سهل مثل هذه القصة وكثير من الناس لن يكون لديهم الوقت للبحث عن نماذج أخرى. 

الامر الثاني هل حقا يمكن أن نتحول إلى وحوش اذا ما حرمنا من النوم كلا حتى لو بقيت 264 ساعة دون نوم مثلما فعل راندي غاردنر Randy Gardner الشاب الأمريكي محطما الرقم القياسي لتوم راوندس Tom Rounds وبإشراف الباحث في النوم في جامعة ستانفورد الأستاذ ويليام ديمينت William C. Dement. لم يأكل راندي اي طعام لكنه كان يشعر بالتعب وكانت تظهر عليه تغيرات في المزاج. لكن باحثين آخرين راقبوه أبلغوا عن مشاكل عقلية جدية مثل الهلوسات والهوس وضعف في الذاكرة قصيرة الأمد والتركيز. بلغ الضعف الإدراكي مرحلة عدم قدرة انجاز بعض الاعمال الحسابية الطويلة لنسيان ما بدأ به من الأساس في نهاية التجربة. في النهاية تكلم راندي بطلاقة أمام مؤتمر صحفي قائلا أردت إثبات أن لا شيء سيء سيحدث لو بقيت دون نوم لقد كسرت الرقم السابق ولم تكن تجربة سيئة. 

أما توم راوندس فلم نجد الكثير من التفاصيل عن تجربته لكن يبدو أنها لم تخضع للتجارب والإشراف الأكاديمي مثل راندي. تجدر الإشارة أن راندي نام في يومه الأول بعد التجربة ل 14 ساعة ثم في اليوم الثاني لعشرة ساعات فقط. 

الخلاصة عدم النوم لأحد عشر يوما لن يجعلنا وحوش