التاجر والابل
يــُروى أن تـاجراً مر بـإبل له على قوم يعرفهم ، وبعد أن أخذ واجب الضيافة هم بالسفر فأوصوه بأن لا يمر في أرض من ضمن الرحلة وأن يعدل عنها بطريق أخرى
وقد أخبره أن في تلك الأرض قبيلة من قطاع الطرق يتزعمهم شيخ ظالم لا يتأخر عن قتل كل من يمر في أرضه قبل أن يسلبه كل ما يملك ..
عندما سمع التاجر ذلك حاول أن يجد طريقا بديلاً ، ولكن استعصى عليه الأمر في تحديد طريق بديلة عن تلك التي يتواجد فيها قطاع الطرق، فقرر أن يمر في تلك الأرض مهما كانت العواقب ..
مشى بقافلته حتى أصبح على مشارف تلك المنطقة وسرعان ما خطرت في عقله فكرة ذكية فقد انزل بندقيته عن كتفه ووضعها في رحل أحد الابل ومضى في المسير ..
عندما أصبح داخل تلك المنطقة نزل اليه أبناء تلك القبيلة من سفوح الجبال مشهرين بنادقهم إليه فوقف في مكانه بدون خوف ولا تردد وأموره بالنزول عن بعيره رافعا يديه .
فجأة سمعوا صوت زعيمهم من قمة أحد الجبال يسأل عما يجري فاخبروه بما جرى وأنهم قد غنموا غنيمة مجزية من ابل ومتاع فنزل من فوق الجبل وهو ينظر إلى التاجر بتمعن ثم سأله من أين جاء والى أين سيذهب واذ بأحدهم يخرج البندقية من الرحل ويخبر زعيمه عنها فتفاجأ الشيخ وقال له : هل هذه البندقية لك ؟
فقال الشيخ : وبماذا تستعملها ؟
قال التاجر : كي ادافع بها عن نفسي وعن إبلي ومالي
فقال الشيخ : تستعملها للدفاع عن نفسك وإبلك ومالك
فقال التاجر : عندما دخلت بلادكم ظننت انني أصبحت في حمايتكم فقلت في نفسي انه لم يعد هناك داعٍ لاستعمالها فوضعتها في الرحل
أعجب الشيخ اعجابا كبيرا برد التاجر وقال : ظننت بنا خيرا ومن العاړ علينا أن نخيب ظنك وأن ما حدثت به نفسك لعقد قد فرضته علينا وما نحن بناقضيه خذ ابلك ومتاعك ومالك وامض في ارضنا بسلام ...
انتهت القصة