السبت 28 ديسمبر 2024

اميرة الورد و اميرها

انت في الصفحة 1 من صفحتين

موقع أيام نيوز

يحكى أنه كانت هناك بلاد مترامية الاطراف يحكمها ملك وملكة..
وكان لهما ثلاثة أولاد.. الأكبر والاوسط كانا متزوجان بأميرتين.. أما الأصغر ويدعى سامر فلا يزال أعزبا لم يتزوج بعد..
وقد حاول الملك إغرائه بالزواج من إبنة عمته بينما حثته الملكة على الزواج من ابنة خالته.. لكن سامرا لم يبدي اهتماما بالزواج بأي منهما..

وفي صباح أحد الايام..
وبينما كان سامر جالسا على مائدة الفطور مع والديه إذ تطرق الملك لموضوع الزواج مرة أخرى ولام سامر على رفضه لعروض الزواج.. فشعر سامر بالإنزعاج الى درجة أنه اصبعه بالسکين عندما كان يحاول قطع الخبز فسقطت منه قطرة على القشدة البيضاء فتحولت الى لون وردي جذاب..

إستغرق سامر بالنظر الى ذلك اللون الأخاذ ثم نهض وقال 
أبي.. أمي.. أود أن أبلغكما بأنني قد قررت الزواج.. لكن الفتاة التي سأتزوجها يجب أن تكون شفاهها بهذا اللون..
وأشار الى لون القشدة الممزوج بقطرة الډم..
وبعد أن قال ذلك خرج الامير الشاب من القصر بحثا عن حبيبته الخيالية..
جال الامير على فرسه في ربوع المملكة على أمل أن يحظى برؤية فتاة تشبه الصورة التي رآها في مخيلته..
بحث سامر وبحث حتى طال بحثه الى عدة أيام.. ثم تحولت الايام الى أسابيع..
وتحولت الاسابيع الى شهور دون أدنى فرصة للعثور على ضالته المنشودة..
وقد طلب منه الملك يوما أن يكف عن بحثه المستميت هذا عن تلك الفتاة التي لا تعيش إلا في عقله..
وقد شبه الملك بحثه هذا كمن يبحث عن العنقاء التي هي طائر خرافي لا توجد إلا في الاساطير..
ثم قال له الملك 
أما آن لك يا ولدي أن تتخلى عن عنقائك وتعود الى أرض الواقع وتترك بحثك الذي لا جدوى منه فلقد أضر بك البحث حتى اصبت بالهزال.. وإني والله لأخشى عليك من الهلاك..
رد سامر 
أنا لم أبحث سوى داخل المملكة يا أبي .. ربما تكون معشوقتي في مكان ما خارج مملكتنا..
هنالك شيئ ما في داخلي يدفعني لمتابعة البحث.. لأنني على يقين بأني سأجدها يوما ما.. ولأنها تستحق جهود البحث والإنتظار وسترى ذلك يا أبي..
وبتلك الكلمات ودع
سامر أبويه وانطلق الى خارج المملكة في رحلته الطويلة للبحث عن معشوقته الاثيرة..
وبعد عام كامل قضاها في الاسفار من بلد الى بلد.. ومن مملكة الى أخرى وصل سامر أخيرا الى فلاة من الارض وكان المساء قد حل فشاهد من بعيد ڼارا فاتجه إليها فوصل الى خيمة تجلس بجوارها إمرأة عجوز حالما شاهدت سامرا حتى نهضت واستقبلته ودعته للجلوس قرب الڼار ففعل الامير شاكرا لها صنيعها..
وبعد أن قضى الإثنان بعض الوقت في الحديث والتعارف اكتشف سامر بأنها عجوز طيبة ففكر بأنها يمكن أن تساعده فأفصح لها عن قصة بحثه الطويل والمضني عن فتاة أحلامه..
أطرقت العجوز أرضا ثم قالت 
مثل هذه الامور لا تنتهي دائما على خير.. أقترح يا بني أن تعود الى والديك وأن تقبل بالزواج من إحدى الاميرات الجميلات..

هنا نهض سامر وقال 
آسف يا جدتي.. إعتقدت أنه بإمكانك مساعدتي لكنني كنت مخطئا.. فأنتي لا تختلفين عمن سبقك.. الوداع أيتها الجدة..
ثم استدار سامر واتجه الى فرسه لكن العجوز استوقفته قائلة 
تمهل قليلا يا بني.. يبدو أنك مصمم تماما على إنجاز مهمتك ولا شيئ سيوقفك.. حسنا سأساعدك..
ثم دخلت العجوز خيمتها وعادت وقد أحضرت معها وردة حمراء وناولتها إلى سامر..... يتبع
...... أخذ الفتى الوردة منها وقال مستغربا 
وماذا سأفعل بها 
ردت العجوز 
أنظر إليها.. فأنت لم تنظر إليها..
وعندما أمعن سامر النظر الى الوردة حتى ذهل وصاح 
إنه.. إنه اللون الذي رأيته.. لون شفاه حبيبتي..
كانت هناك عدة بتلات وردية اللون تزين الوردة الحمراء من الداخل..
إلتفت سامر بعد ذلك الى العجوز وقال وقد دمعت عيناه 
خبريني أيتها الجدة ماذا يعني ذلك بربك 
قالت العجوز 
إسمعني جيدا يا بني.. الفتاة التي تعشقها موجودة فعلا لكنها لا تنتمي الى هذا العالم بل الى عالم الورود..
قال سامر بتعجب 
الورود تقولين !!!
أجابت العجوز 
نعم.. فهي ليست بشړية وإنما روح من عالم الورود وتلقب بأميرة الورد..
قال سامر 
هل تريدين إخباري بأني قد اغرمت بوردة ليس إلا..
ردت العجوز 
هذه هي الحقيقة ببساطة يا ولدي..
هنا جلس سامر على الارض وجعل يذرف الدمع
بسكون..

انت في الصفحة 1 من صفحتين