قصه الحامى حرامى
سفر التاجر وفي منتصف الليل ذهب القاضي إلى مكان القرب
وأخرجهم من تحت السجادة وأخذ يقلبهم يريد أن يصل إلى فتحة القربة
فلم يستطع لأنها مقلوبة الخياطة على يد إسكافي ماهر فقال القاضي
يا سلام كل هذه فلوس وذهب وجواهر! ولكن كيف وضع المجوهرات
والفلوس من أي ناحية إنها صعبة المنال ولكنني سأجد لها طريقة
وسأرسل في استدعاء أمهر الإسكافية ليفتحها ثم يخيطها مثلما كانتا
من قبل
فلما حضر الإسكافي قال له القاضي عندي قربتين منذ مدة وضعت فيهما بعض
الأوراق والمستندات والآن أريد أن أطلع عليها فهل تستطيع فتحهما ثم خياطتهما
مثلما كانا فنظر إليهما الإسكافي وقال لا شك أن الذي خاطهم بهذه الطريقة إسكافي
جيد وقدير فقال له القاضي وأنت ألست إسكافيا جيدا وقديرا فقال له أنا أيضا جيد وقدير وأستطيع
وإياك أن تتكلم عند قريب أو بعيد فقال الإسكافي سمعا وطاعة يا حضرة القاضي
وأخذ الإسكافي يحاول ويحاول حتى استطاع فتح القربتين ثم وضعهما على جانب
من الغرفة وإنصرف فقام القاضي وأفرغ ما تحتويه القربتان من أموال وجواهر وعقود وصكوك
وجلس ينتظر الإسكافي وعندما وصل أخذه إلى غرفة خاصة وقال له لا تخرج من هنا
إلا بعد أن ينتهي عملك وتعيدهما مثلما كانا فقال الإسكافي سمعا وطاعة .
وأخذ الاسکافي یعمل فیهما حتی انتهی من عمله ثم نادی علی القاضي
وقال له تفضل يا حضرة القاضي هل تريدهما بهذا الشكل فقال القاضي عافاك الحقيقة
و اجزل له العطاء وأوصاه بكتمان السر وودعه وخرج الإسكافي
وأعاد القاضي القربتين إلى مكانهما ووضع السجادة عليهما وكأن شيئا لم يكن.
وبعد شهر أو أكثر بقليل رجع الحجاج ورجع معهم التاجر وأحضر للقاضي
هديته وسأله عن الأمانة فقال له القاضي أمانتك في الحفظ والصون أنها مكانها
ولم يمسسها أحد فأخذها التاجر وشكر القاضي وذهب إلى بيته