الأحد 29 ديسمبر 2024

رجال السماء

انت في الصفحة 1 من صفحتين

موقع أيام نيوز

رجال السماء !!
قصة عجيبة جدا ! من أجمل القصص الواقعية ما يرويه أحد الأمراء المسئولين في السعودية .. 
يقول الأمير خرجت للحج هذا العام مثل الأعوام السابقة فأنا أحب الحج كفريضة وأيضا كرحلة إيمانية لكن في هذا الحج حدث شيئ مختلف زلزل كل مفاهيمي عن الحياة . 
كنت في ليلة التروية في مخيم منى طبعا المخيم خاصتي ومن أفخم المخيمات إن لم يكن أفخمها على الإطلاق لكني سبحان الله في الليل شعرت بضيق التنفس فخرجت للمشي وحدي بدون مرافقين ولا حراسة ومعي هاتفي فقط .. ظللت أسير علي غير هدى نحو جبال منى وفي الظلام على صخرة بعيدة لمحت رجلا مسنا في عمر السبعين أو يزيد وجدته يجلس وحيدا وحين رآني قال لي هو أنت اللي جايب لي اللحمة !


تعجبت من كلامه وقلت له وهل أنت تنتظر أحدا يوصل لك لحما هل أنت طلبت لحما من مطعم ياحج !
فقال لي بكل ثقة لا .. بل طلبتها من الله رب كل أصحاب المطاعم فأنا لم آكل اي شيء منذ العصر ولقد طلبت من الله لحمة وأنتظر من يرسله بها أحد !
فضحكت بعفوية من هذا العجوز الجائع الذي ينتظر اللحم في عز الليل وفي منطقة مقطوعة وقلت لنفسي والله لأحضرن له طلبه .
كلمت أحد المسئولين في مخيمي وأرسلت له موقعي على الهاتف وطلبت منه صحنا كبيرا فيه أجود أنواع اللحم .
وفعلا أتى لي أحد العمال به فوضعته أمامه فهلل وكبر وسمى الله وأكل بنهم شديد يبدو أنه كان جائعا بالفعل
وبعد أن انتهى قال يارب رزقتني باللحمة وهي كانت حلوة فعلا والآن أنا أريد أنا نفسي أشرب شاي بالنعناع مش بأحب الشاي من غير نعناع يارب .. 
فنظرت إليه وأنا أستغرب من دعائه .. هل ينتظر فعلا أن يأتيه شاي وكمان بالنعناع في تلك البقعة المقطوعة !
المهم أنه نظر إلي اللشيخ العجوز وسألني أنت عاوز بواقي الأكل دا
فقلت له لا .. لا شكرا .
فجمع بقية الطعام وأعطاه لأول جماعة تمر من أمامنا وأحسبهم كانوا من أهل الشام وقال لهم هذا رزق من الله أرسله لكم فأخذوا الطعام وشكروه الناس ومضوا في سبيلهم لكن بعد لحظات عاد أحدهم وفي يده كوب شاي وقال له ياشيخ هذه لك وأرجو أنك تقبلها منا كما قبلنا منك اللحم .
فقال الحاج العجوز وهل الشاي دا فيه نعناع
فقال له الرجل لا .. لكن معنا نعناع .. ثواني سأحضر لك النعناع
فقال له هل ممكن تجيب كوب شاي تاني للراجل اللي جنبي دا ..
هو دا اللي ربنا بعته لي ولكم باللحمة . 
وأنا والله العظيم مذهول مما أسمع وأرى ومن شدة ذهولي لم أنطق أو أعترض ! 
أخذت كوب الشاي وشربته معه وأقسم بالله

انت في الصفحة 1 من صفحتين