رجال السماء

لم أذق مثل حلاوة هذا الشاي من قبل ! 
وبعد أن شرب الشاي في صمت وهدوء وسکينة حمد الله وطلب من الله مخدة إي والله يا أخوه طلب من الله مخدة ! لينام عليها وقال يارب ارزقني بمخدة .. 
أنت عارف إني مش بأقدر أنام على الصخر من غير مخدة ! وأقسم بالله العظيم أقسم بالله العظيم ماهي إلا لحظات حتى 
أتت مجموعة من الحجاج المغاربة .. عرفتهم من كلامهم وجلسوا بجانبنا وفرشوا سجادة ووضعوا وسائدهم عليها فاستأذنهم في وسادة فاخذها ونام وسمعته يقول يارب الجو حار جدا حتى بالليل .. أرسل لنا نسمة هواء علشان نقدر ننام ومرة أخرى .. أقسم بالله العظيم هبت نسمة هواء لطيفة بالفعل ! وهنا صړخت فيه وعيناي تدمعان الله أكبر .. الله أكبر ! أنت مين يا شيخ 
فقال لي عبد من عبيد الله وسيبني أنام ورانا بكرة يوم عرفة وطويل سيبني أنام وإلا هادعي عليك !
والله العظيم اړتعبت حرفيا خوفآ من ان يدعي علي .
وطلعت أجري ولم أتوقف إلا في مخيمي وهناك قابلت الشيخ الذي كان معنا في المخيم وهو واحد من أشهر مشايخ السعودية وهو حي يرزق وشاهد علي ما أقول وحكيت له قصتي فقال لي والله إني لأحب أن ألتقي بهذا الرجل الذي يدعو فيستجاب له في الحال !
فذهبت معه مسترشدا باللوكيشن الذى كنت قد أرسلته لمساعدي في المخيم لنجد أن الرجل قد قام من نومه ويستعد للتحرك فقلت له على فين ياحاج 
فقال لي الفجر خلاص قرب هدور علي مكان أتوضى فيه علشان أصلي الفجر فقلت له يا حاج أنت عارف أنا مين
والشيخ اللي معي دا مين 
فقال لي أيوه طبعا عارفكم .. أنت عبد من عبيدالله زيي فذكرت له اسمي واسم الشيخ الذي معي
فقال لنا بدون أي اهتمام إطلاقا أيوة يعني عبيد الله .. زيي فعرضت عليه أن يكمل الحج معنا فرفض وقال أفضل أن أحج علي طريقتي فأعطيته كارت فيه رقم تليفوني الشخصي ليتصل بي إذا احتاج إلى أي شيء فقال لي بصوت كله إيمان وأكلمك ليه وأطلب منك ليه وأنت عبد فقير زيك زيي ما أنا لو عاوز حاجة أطلبها من ربي وربك ولو شاء لجعل الخير يأتيني علي يديك أو على يدي غيرك .. 
ومضى في طريقه فناديت عليه وقلت له ممكن طيب تدعي لي يا حاج 
فقال لي بلهجه الواثقين وليه أنت ما تدعيش لنفسك
فقلت له لكن أنت ياحاج دعاؤك ماشاء الله مستجاب 
فقال لي يبقى حاول تدعي وتتقرب إلى الله حتي يصبح دعاؤك أنت كمان مستجاب ثم دعا أمامنا ونحن نسمع اللهم ارزقني بسياره تنقلني الي الجامع .. رجلي مش قادرة تشيلني يارب ! 
وبينما هو يتحرك ببطء بسبب سنه وضعفه
رأينا أنا والشيخ الجليل الذى معى سيارة دورية للحجيج تقترب منه وتتوقف عنده وركب مع أفراد الدورية في سيارتهم !
فالټفت لي الشيخ الذى كان معي وقال لي يا سمو الأمير .. نحن رجال معروفون في الأرض !!
لكن هناك رجالا معروفين في السماء وكما أن ترتيبنا في الدنيا مختلف فإن ترتيبنا كذلك في السماء مختلف وأعتقد أننا قد التقينا الآن برجل معروف في السماء باسمه واسم ابيه .