ولى العهد
الملكة كذلك على صفوان خلال عتمة الليل لكونهما يرتديان نفس الزي فأخذ صفوان منها السلة وانطلق من فوره ولم ينبهها على أنه ليس بطلال حتى لا يفصح تغيبه عن المناوبة وصل صفوان الى مكان ما في الغابة واخذ يتسائل مع نفسه يبدو أن لطلال تعاملات خفية مع الملكة حتى أنها نادته باسمه ووعدته بمكافئة ولكن لماذا
تجرأ صفوان ورفع الغطاء عن السلة فبان عن وجه طفل كأنه شقة قمر فانذهل صفوان وسبح الله تعالى وصلى على نبيه لقد أيقن انه يبدو أنه ابن ضرتها ولي العهد! هكذا فكر صفوان
مكافأة له وعادت الى داخل القصر مسرورة وبعد لحظات جاء طلال وهو يزف خبر ولادة زوجته لصبي وشاهد زجاجة بين يدي صفوان فتعجب! فأخبره صفوان وهو شارد الذهن أنها هدية من الملكة فأخذها طلال منه ولم يخبر صفوان طلالا بما جرى تلك الليلة بل ودعه واراد الإنصراف بسرعة فقال طلال إلى أين ألن تشرب معي بهذه المناسبة
غادر صفوان على عجل إذ أنه كان قد علق السلة على أحد جذوع الأشجار بعيدا بانتظار أن يعود ليأخذها حال وصول طلال وهذا ما فعله فقد وجد صفوان الطفل على خير ما يرام فحمد الله تعالى وأثنى عليه لأنه لو كانت الملكة قد أعطت السلة لطلال فعلا لأصبح الطفل في خبر كان لأن طلال معتاد على تنفيذ الأوامر حرفيا بلا تفكير.
أخذ صفوان الطفل الى بيته وهو يفكر بحل لهذه ويدعو الله ربه أن تنتهي الأزمة بسلام.
أما ما كان من أمر الملكة فأنها عندما عادت للقصر ذهبت الى غرفة طفلها فلم تجده ثم لمحت الملك برفقة زوجته الأميرة وهي تحمل طفلها ولي العهد فركضت نحوها وصاحت بها ظنا منها أنها تحمل صغيرها هي فلما وجدت انه ليس كذلك صاحت صيحة عظيمة وقالت واخيبتاه واخيبتاه.
لم تجب الملكة بل ركضت مسرعة نحو المطابخ فوجدت طلال حيث أن زجاجة التي قدمتها الملكة كانت ! أرادت بذلك على كل أثر يفضح .
كان طلال يكرع الماء ليطفئ حرارة الذي أحشاءه فامسكته الملكة وصاحت به أين بولدي تكلم هيا.
ثم التفتت الملكة الى الملك وقالت بانفعال ظاهر عالجه من يا مولاي قبل أن فهو الوحيد الذي يعلم أين ولدنا!
استدعى الملك فورا أمهر المعالجين فقاموا بما أمكنهم حتى تم إنقاذه بصعوبة ثم سألوه عن الطفل فأقسم لهم أنه لا يعلم عما يتحدثون
فأخبرته الملكة