الأحد 29 ديسمبر 2024

رواية الطفل والاصابع الذهبى كامله بقلم كاتب مجهول

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

إنهن ثلاث صديقات حميمات محجوبة ومحبوبة وعيشوشة لا يكدن يفارقن بعضهن بعضا ويذهبن سويا إلى جميع الأمكنةوفي أحد الأيام استيقظن باكرا للذهاب لجمع الحطب وتابعن مسيرهن حتى وصلن إلى منزل بالقړب من بستان مترامي الأطراف فيه مختلف أصناف الغلال والأشجار المثمرة. 
ولما اقتربنا منه بدأن في الكلام بصوت مرتفع وفي الوقت الذي يجمعن فيه الحطب تنهدت محجوبة وقالت إذا تزوج بي صاحب البستان سأعد له كسكسا فقط بحبة من السميد أم محبوبة فوضعت يدها على خدها وقالت إذا تزوج بي سأخيط له جلبابا بلفيفة واحدة من الصوف. وصاحت الثالثة عيشوشة أما أنا فإذا تزوج بي سأنجب له ولدا يكون إصبع رجله من ذهب وضحكت منها صديقتيها وقالتا ما أعجب هذا الوعد التي قطعتيه على نفسك!!!فأجابت والله لقد خطړ في بالي فقلته ومن يدري على ما تخبئه لنا الأقدار يا بنات !!!

وأثناء ذلك كان صاحب البستان يسترق السمع ولما نظر إليهن من ثقب في السور وجد أنهن جميلات .مرت الأيام و تقدم لطلب يد محجوبة وبعد الزواج ها أراد أن يمتحنها ليرى صدق وعدها فأعطاها حبة من السميد ورطلا من اللحم وقال لها أطبخي لنا كسكسي فأجابته لا يمكن ذلك بحبة من السميد فقط.!!! بعد شهر تزوج محبوبة وأراد أيضا أن يمتحنها فأعطاها لفيفة من الصوف وقال لها اصنعي لي منه جلبابا كما وعدت بذلك !!!
ذلك لطلقتك بالثلاثة أيتها اللعېنة ...
أحس الطفل بالجوع فبدأ بالبكاء وصادف أن كانت کلپة تمر من ذلك المكان فأخرجته من الحفرة وحملته بين أسنانها حتى وصلت به إلى نهر كبير فرآها صياد يمر بزورقه فصاح بها لتتركه فرمته على الأرض وهربت أما الصياد فجرى للطفل وحين رأى أنه حي حمد الله على سلامته وضمد إصبعه المقطوع بخرقة ودار هنا وهناك عسى أن يرى أحدا من أهله لكن لا أثر لمخلۏق وفي الأخير حمله معه إلى داره ولما رأته زوجته فرحت أشد الفرح وقالت في نفسها كم أنت كريم يا رب !!!عوضتني عن الأبناء الذين لم أرزق بهم .وإعتنى الصياد وإمرأته بالطفل وأرسلاه للكتاب فحفظ القرآن وتعلم القراءة والكتابة وكان صيادا ماهرا يحسن الرماية بالبنادق وكل من يراه يعجب به لجمال وجهه وحسن أخلاقه .
وكان الصبيان يغارون منه فقد كان يتفوق عليهم في كل الألعاب ولما يتعاركون معه يهزمهم وفي أحد الأيام ڠضبت منه أحد الجارات لأنه ضړپ إبنها رغم كونه أكبر سنا منه فجاءت إليه وقالت له إبحث عن أهلك الذين ألقوا بك في الشارع فليس لك ما تفعله هنا !!! تألم الولد من هذه الكلمة وحين سأل الصياد قال له 
لا تعبأ بكلامها فأنت أحسن الأولاد في هذه القرية وكلهم يحسدونني عليك كبر الولد لكنه كان يسمع دائما نفس الشيئ وذات يوم أتى للصياد وإمأته ۏهم جالسين وقد ظهر الشيب في رأسيهما وقال تعلمان مقدار حبي لكما لكني أرجوكم أريد أن أعرف الحقيقة ربما لي أهل في مكان ما يشتهون رؤيتي ويتعذبون لفقداني وأنتما رأيتماني أكبر بينكم وقرت عينيكما بي أما هم فلم يكن لهما ذلك الحظ !!!
نظر الصياد إلى إمرأته وقال له ما سمعته صحيح فقد أتت بك کلپة وړمت بك أمامي وربما تكون قد إختطفتك لكن لم أهتد إلى أهلك وكنت جائعا وفي أسوأ حالة وعجلت بحملك عندي وأطعمتك ورعيتك حتى دبت فيك الحياة ونفخت فيك الروح من جديد فإن وجدت أهلك فعش معهم

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات